وهي في الجزء الثاني من طبعة القاهرة. ومن شعر هذيل الجيد الوصف للطبيعة قول أبي ذؤيب:

سقى أم عمرو كل آخر ليلة ... حنا تم سودٌ ماؤهن ثجيج

إذا هم بالإقلاع هبت له الصبا ... فأعقب نشء بعدها وخروج

تروت بماء البحر ثم ترفعت ... متى حبشيات لهن نئيج

أي هذه السحائب أصل مائها من البحر، شربن من مائه ثم ترفعن من لحجه ولا يخفى ما هننا من معاني علم الجغرافيا كقول أبي الطيب من بعد:

كالبحر يقذف للقريب جواهرا ... كرمًا ويبعث للبعيد سحائبا

وهذيل كانوا قريبًا من البحر ولهم بوصفه علم.

يضيء سناه راتقٌ متكشف ... أغر كمصباح اليهود دلوج

كما نور المصباح للعجم أمرهم ... بعيد رقاد النائمين عريج

أي نوره عريج أي شخص يعرج على الكنيسة يوقد سراجها.

أرقت له ذات العشاء كأنه ... مخاريق يدعى تحتهن خريح

خريج لعبة للصبيان يصيحون بها كما يصيح (أو قل كما كان يصيح) صبياننا:

شليل وينو (أي وأين هو).

أكله الدودو.

شليل وين راح.

أكله التمساح.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015