المعنى الأول لما ينبئ عنه من ظلها البارد بالضحى. مرب أي مألف تألفه المخاض أي الإبل الحوامل وتنزع إليه وتشتهيه.

إذا سأل ذو الماوين أمست قلاته ... لها حبب تستن فيه الضفادع

قلات بكسر القاف جمع قلت بفتح القاف وسكون اللام والقلت النقرة فيها الماء بالجبل والكلمة معروفة في دارجتنا تستن فيه أي في ذي الماوين.

إذ حضرت عنه تمشت مخاضها ... إلى السر يدعوها إليه الشفائع

أي إذا صدرت عن الماء مضت إلى سر الوادي (أي وسطه وأجود مكان فيه) الممرع ذي النبت المتراكم الألوان. قالوا الشفائع تؤام النبت اثنين اثنين وألوان المرعى ما نبت منه اثنين اثنين.

لها هجلات سهلةٌ ونجادة ... دكادك لايوبي بهن المراضع

ويروى المراتع وهو حسن والمراضع السحاب والهجلات ما لأن من بطون الأرض.

كأن يلنجوجًا ومسكًا وعنبرا ... بإشرافه طلت عليه المرابع

هذه الأبيات في صفة الطبيعة آخر القصيدة العينية التي يذكر فيها أسره. وفيها من معنى الكناية عن التماس الحرية من الأسر والشوق إلى ديار قومه ما لا يخفى. وحين أوردنا من هذه العينية أبياتًا في الجزء الأول لم يكن بأيدينا ديوان هذيل وندعن الذاكرة آنئذ أولها وهو قوله:

لعمرك انسى روعتي يوم أقتدٍ ... وهل تتركن نفس الأسير الروائع

غداة تنادوا ثم قاموا وأجمعوا ... بقتلى سلكي ليس فيها تنازع

وقالوا عدوٌ ليس فيه هوادةٌ ... وهاجٍ لأرحام العشيرة قاطع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015