شيئًا من صفة الكلاب التي قتلها. وقد جعله عمود وصفه. ولم يخل من نظر إلى النابغة إذ وصف طعن الثور فرائص الكلب وأحشاءه.
شك الفريصة بالمدري فأنفذها ... شك المبيطر إذ يشفى من العضد
فظل يعجم أعلى الروق منقبضا ... في حالك اللون صدقٍ غير ذي أود
عمود الوصف هنا صورة الكلب المتضور وقد أحاط به الموت ونزعه.
كأنه خارجًا من جنب صفحته ... سفود شربٍ نسوه عند مفتأد
الكلب لا يزال بعد هو عمود الصورة؛ لأن فرث أحشائه هو الذي صار به قرن الثور كالسفود المنسي. وصفحة الكلب ههنا شيء ظاهر الصورة غير منسي. تصوير النابغة لوحة تامة ناطقة. وتصوير عبدة يلائم ما كان هو آخذًا فيه من معاني الحركة والبسالة والقتال.
ولكأن الكلب المتضور في دالية النابغة هو أحد هؤلاء الوشاة.
ومن الأمثلة ما مر من صفة العاسل. ومن ذلك ما افتن فيه الأعشى من صفة سباء الخمر.
وهلم جرا.
هذا وربما جاء وصف الطبيعة في أثناء القصص أو كالالتفات منه، فكان في الغاية من الحسن مثل قول قيس بن العيزارة:
سقى الله ذات الغمر وبلًا وديمة ... وجادت عليه البارقات اللوامع
ذكر الضمير من عليه لأن المعنى واد. والبيت من العينية التي أوردنا منها طرفًا في معرض من حديثنا عن طبيعة البحر الطويل وصلاح القصص عليه.
بما هي مقناة أنيقٌ نباتها ... مربٌّ فتهواها المخاض النوازع
مقناة أي موافقة لكل من نزلها، أو لا تطلع عليها الشمس، وهو قريب من