حتى تردت أربعٌ في المنعفق

بأربعٍ ينزعن أنفاس الرمق

وتساقط الدم قطعًا:

ونجا الحمار بالأربع الباقيات وقد انخرطن في عدو له غبار مستنات هربًا- حتى إذا ابتعدن جعل الحمار كلما تذكر ما كان:

كاذب لوم النفس أو عنها صدق

هل قصر في حراستهن فأضاع ذلك ما ضاع منهن؟ أهل حقًّا بذل أقصى جهده، وليس من القدر فرار؟

لقد عطف رؤبة على الصائد فلم يرده خائبًا. وعلى الفحل فلم يكن هو المصاب ولا ماتت كل حلائله. وكأن رؤبة قد انتقم من امرأة الصائد إذ كان الأربع المترديات بعض صورة منها. ثم الصائد لجوده لم يفحش ...

كما وصفه من قبل ...

لم يفحش عند صيدٍ مختزق

نيء ولا يذخر مطبوخ المرق

ونهيب بالقارئ الكريم أن يرجع إلى نص هذه الأرجوزة الجيدة كاملًا في ديوان رؤية وفي شرح البكري المختصر لها في كتابه أراجيز العرب وفي شرحها الذي بهامش الخزانة وغيرها. وحسبك ما قدمنا ذكره من قبل من إجماع النقاد على تزكيتها. وقال المعري في اللزوميات يشير إليها:

مالي غدوت كقاف رؤية قيدت ... في الدهر لم يقدر لها أجراؤها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015