قد احتفره بمقدار ما يتمكن فيه من الرؤية والقعود والارتفاق متهيئًا للرمي. وقد سكن وتجنب كل حركة حتى لا يشعرن به، حتى إنه من التزامه عدم الحركة، لو يمضغ «شريا» أي حنظلًا ما بصق:
فبات والنفس من الخوف الفشق
في الزرب لو يمضغ شريا ما بصق
وافتن في صفة الصائد من قبل- صبره ومهارته ومثابرته وجودة بصره، إذ لم يشك من داء بصدغيه.
وما بعينيه عواوير البخق
كسر من عينيه تقويم الفوق
أي تعوده أن يقوم أفواق السهام على ذلك جعله ينظر بطرف منكسر النظر إلى تحت. فوق السهم بضم الفاء حيث يوضع من الوتر. وجعل من آية صبره صفة امرأته وهي كما قال:
يأوي إلى سفعاء كالثوب الخلق
أي هي مسودة البشر من الشقاء والشمس شاحبة رثة كالثوب القديم البالي.
مسموعة كأنها إحدى السلق
أي لها عواء كالسلقة أي الذئبة وكأنها ذئبة من الذئاب وإنما يكون عواء الذئاب مع جوعها. فكنى بهذا الوصف أنها تعوي عليه بملامتها وصخبها إذا لم يجيء بصيد يطعم به أطفالها. سلقه بكسر السين وسكون اللام والجمع بكسر السين وفتح اللام.
لو صخبت حولًا وحولًا لم تفق
تشتط في الباطل منها الممتذق
أما هو فمع صبره جواد.