الأغراض وما ذكرنا الأغراض إلا أنها من أركان وحدة القصيدة ونظامها، وقد حرصنا على أن نذكر من الأوصاف نماذج تشهد بافتنان الشعراء الأوائل في هذا الباب، وإن ند شيء مما يحسن ذكره أو ينبغي فإنا إن شاء الله سنستدرك ما يحضرنا منه في موضع يكون ذا مناسبة له، وإن كان هذا الموضع به أحق. ولنا فيما صنعه ابن رشيق في مواضع من كتابه العمدة قدوة صالحة إن شاء الله. وسنذكر أشياء نجعلها كالخاتمة لهذا الفصل ونذكر ذرءًا يسيرًا عن أوصاف المحدثين نكتفي من الغرفة بالوشل. هذا وقد سبق أن لفتنا نظر القارئ الكريم إلى أن قصة خالد بن زهير وأبي ذؤيب وابن عويمر كأنها قد أخذ منها أبو الطيب قوله:

كلما عاد من بعثت إليها ... غار مني وخان في ما يقول

أفسدت بيننا المودات عينا ... ها وخانت قلوبهن العقول

وصدق الله جل من قائل: {قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ}.

قال يزيد بن معاوية يذكر الخمر والخيل وكان شاعرًا وصاحب خمر وصيد فيما ذكروا ومع ذلك أمرأً شديد المراس ما هم بأمر إلا ركبه وقد صنع ما صنع بأهل الحرة من استباحة المدينة ومقتل الحسين السبط الشهيد ورمي الحرم بالمنجنيق:

وداع دعاني والنجوم كأنها ... قلائص قد أعنقن خلف فنيق

وناولني كأسًا كأن بنانه ... مخضبة من لونها بخلوق

إذا ما طفا فيها المزاج حسبتها ... كواكب در في سماء عقيق

وإني من لذات دهري لقانع ... بحلو حديثٍ أو بمر عتيق

أي جرى فرس عتيق ففرن بين أنس النديم ولذة الخيل كما ترى.

هما ما هما لم يبق شيءٌ سواهما ... حديث صديق أو عتيق رحيق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015