وفيها يذكر إفساد أبي ذؤيب لأم عمرو ومحاولة ابن عويمر استعطافها واستخارتها واستعصاءها عليه لما مال بها هوى الهوى إلى أبي ذؤيب ويضرب ذلك مثلًا للحال التي صار إليها أمر أم عمرو ومع أبي ذؤيب لما أمالها الهوى إلى من هو أشب منه:

يطيل ثواءً عندها ليردها ... وهيهات منه دورها وقصورها

وقاسمها بالله جهدًا لأنتمو ... ألذ من السلوى إذا ما نشورها

السلوى العسل.

فلم يغن عنه خدعه حين أزمعت ... صريمتها والنفس مر ضميرها

فلم يلف جلدًا حازمًا ذا عزيمةٍ ... ولا قوةٍ ينفي بها من يزورها

وهذا منه نهاية التنكر وشديد الإغاظة لأبي ذؤيب إذ فيه ما ترى من التحدي، أي لا أنت أقدر على استمالة قلبها ولا لك مخلب أسد ونابه فأخافك- وعلى هذا المعنى قوله من قبل:

فإن كنت تشكو من خليلٍ مخانة ... فتلك الجوازي عقبها ونصورها

قالوا نصور جمع نصر وجمع المصدر قليل وهذا من قول الأصمعي وما أشبه أن يكون النصور نفسه مصدر كالقعود والجلوس.

وإن كنت تبغي للظلامة مركبا ... ذلولًا فإني ليس عندي بعيرها

وهذا مثل -أي لا أقبل الظلم. فهذا من حديث أبي ذؤيب سقناه لمناسبة ما أوردنا له من الوصف.

وقد طال هذا الفصل وباب الأوصاف واسع وإنما ذكرنا الوصف في معرض

طور بواسطة نورين ميديا © 2015