أي وآمن نفسًا غير نفسي- وإنما جره إلى ذلك ضلال الشباب وغيه كما فعل غلامه خالد. وقد زعم خالد أن أبا ذؤيب قد لقي جزءًا من جنس عمله إذ كان من قبل هو رسولًا إلى عمرو فخان مرسله إليها ويقوي هذا المزعم قول أبي ذؤيب:

«ومقلة تظل لأرباب الشقاء تديرها» - وقال خالد بن زهير:

لا يبعدن الله لبك إذ غزا ... وسافر والأحلام جمٌّ عثورها

وكنت إمامًا للعشيرة تنتهي ... إليك إذا ضاقت بأمر صدورها

لعلك إما أم عمرو تبدلت ... سواك خليلًا شاتمي تستخيرها

أي تستعطفها وأصله من أن يأتي الصائد لولد الظبية في كناسة فيعرك أذنه فيخور أي يصيح، فيكون ذلك سببًا لصيدها إذ من طبعها تفقد ولدها والعطف عليه إذا سمعت الخوار:

ثم اتهم خالد أبا ذؤيب بأن خطة الخيانة التي شتمه بها هي أيضًا فيه هو لأنه كان رسولًا لابن عويمر إلى أم عمرو فخانه فيها وقال لها أنت ألذ من العسل وقد مر هذا من قوله في اللامية وغيرها مما استشهدنا به:

فإن التي فينا زعمت ومثلها ... لفيك ولكني أراك تجورها

أي تجور في القضية وتنسى ما صنعته بصاحبك.

ألم تنتقدها من ابن عويمر ... وأنت صفي نفسه وسجيرها

أي حبيبها وخليلها وقد استعمل توفيق البكري رحمه الله هذه الكلمة في إحدى متنوقاته في صهاريج اللؤلؤ أولها «أما الأخلاء والصحب والسجراء»،

فلا تحزعًا من سنةٍ أنت سرتها ... فأول راضي سنة من يسيرها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015