وقد فسد ما بين خالد وأبي ذؤيب وحفظ لنا ذلك الشعر الذي روي عنهما كقول أبي ذؤيب:
خليلي الذي دلى لغيًّ خليلتي ... جهازًا فكلًّا قد أصاب غرورها
أي شرها وعارها.
فشأنكها إني أمين وإنني ... إذا ما تحالى مثلها لا أطورها
أي لا أدنو منها.
أحاذر يومًا أن تبين قرينتي ... ويسلمها إخوانها ونصيرها
قرينتي أي نفسي يريد الموت.
وما أنفس الفتيان إلا قرائن ... تبين ويبقى هامها وقبورها
فنفسك فاحفظها ولا تفش للعدى ... من السر ما يطوى عليه ضميرها
فقد جعل خالدًا ههنا من العدى وأسر الندامة على أنه أطلعه على سره فخانه فيه.
رعى خالدٌ سري ليالي نفسه ... توالى على صد السبيل أمورها
أي تتوالى.
فلما تراءاه الشباب وغيه ... وفي النفس منه فتنةٌ وفجورها
لوى رأسه عني ومال بوده ... أغانج خودٍ كان فينا يزورها
تعلقه منها دلالٌ ومقلةٌ ... تظل لأصحاب الشقاء تديرها
فقد انصرف غيظ أبي ذؤيب وندامته ههنا من خالد إلى المحبوبة التي بانت وخانت.
فإن حرامًا أن أخون أمانةً ... وآمن نفسًا ليس عندي ضميرها