هصرت بفودى رأسها فتمايلت ... علي هضيم الكشح ريا المخلخل
وهذا الوصف له رنة في قوله: «له أيطلا ظبي وساقا نعامة» ولعل الموصوف هنا بقوله: «فلما أجزنا ساحة الحي إلخ» هو بعينه يوم الكثيب الذي تمنعته لقوله:
فقالت يمين الله مالك حيلة ... وما أن أرى عنك الغواية تنجلي
والغواية بفتح الغين ضلال العشق ولا تزال كلمات من أصلها تستعمل في دارجتنا يقال هو غاوي فلانة أي عاشقها والغي أي العشق. وزعم بعضهم أن قوله سبحانه وتعالى: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} أي محبو الشعر وعاشقوه وهذا وجه ضعيف لا يجيزه السياق والاستثناء من بعد، والله أعلم، نعوذ به أن نقول في كتابه بما لا نعلم.
ثامنًا: وهو طرفٌ مما تقدم، مناغاته فاطمة بقوله:
أفاطم مهلًا بعض هذا التدلل ... وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
أغرك مني أن حبك قاتلي ... وأنك مهما تأمري القلب يفعل
وإن تك قد ساءتك مني خليقة ... فسلي ثيابي من ثيابك تنسل
وما ذرفت عيناك إلا لتضربي ... بسهميك في أعشار قلبٍ مقتل
قوله: «أفاطم مهلًا» التفات من قوله: «على ظهر الكثيب تمنعت» فكأنه قال مهلًا عن هذا التمنع، والتمتع يعود على قوله من قبل: «عقرت بعيري يا امرأ القبيس فانزل» كما فيه رنة معنًى وإيقاع تتصل بقوله: «وما إن أرى عنك الغواية تنجلي» وتأمل النون وتأمل السين في ساءتك ... سلي ... تنسل بضم السين وكسرها ولا أستبعد الفتح وتخفيف اللام سلي ثيابي تنسلي من ثيابك، خفف اللام ثم حركها بالكسرة وهو وجهٌ في المشدد والجزم يقويه هنا وليس بأبعد من قراءة من قرأ: {وَمِنَ