سادسًا: حواره مع عنيزة وأمر الغبيط وقوله:
فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع ... فألهيتها عن ذي تمائم محول
له صدًى في قوله:
« ... كالجيد المفصل بينه ... بجيد معم في العشيرة مخول»
لأن التميمة مما تكون كالطوق، وأحسب أن وهم ابن السكيت رحمه الله أصله من ههنا ثم تشبيه الشادن في انحنائه وغفلته بالطوق والدملج مستكن ههنا؛ لأن المرضع كالظبية الحانية على ولدها، وذو التمائم كالصغير الساجي من ولد الظباء، وقد تعلم قول امرئ القيس: «وتتقي بناظرةٍ من وحش وجرة مطفل» فمجاوبة هذا ومناسبته لبيت المرضع كما ترى غير خافية. ومحول ومخول- (وأجود عندي صيغة اسم الفاعل) بينهما من شبه الرنة أمرٌ جلي. وقوله:
إذا ما بكى من خلفها انصرفت له ... بشق وتحتي شقها لم يحول
له صدى في بيته:
فقلت له لما تمطى بصلبه ... وأردف أعجازًا وناء بكلكل
وهذا فيه مجاوبة أصداء وترجيع معانٍ وإيقاع مع قوله:
فقلت لها سيري وأرخي زمامه ... ولا تبعديني من جناك المعلل
ورأيت في 1967 م في نسخة بمكتبة السيد العباسي عبد القادر باش أعيان رحمه الله بالبصرة بعد هذا البيت:
ذرى البكر لا ترثي له من ردافنا ... وهاتي أذيقينا جناة السفرجل
وفيه حلاوة ولعله جيء به تفسيرًا وتفريعًا عما قبله من راوٍ أو قاص قديم أو هل