إذ ههنا نتابع حركةٍ في رشاقةٍ وخفة وكذلك حال الفرس، والمرأة مما تشبه بالمهرة قال الأعشى:
عهدي بها في الحي إذ أبرزت ... هيفاء مثل المهرة الضامر
ولذلك ما زعمنا من قبل أن علقمة إذ قال:
وقد أقود أمام الحي سلهبة ... يهدي بها نسبٌ في الحي معلوم
كما افتخر بأنه فارس ذهب إلى معنى من الرمز بالسلهبة لسلمى.
وجلمود الصخر المحطوط من علٍ موازنٍ لذرا رأس المجيمر ولثبير وللأطم المشيد بجندل المقاوم للسيل، وقوله:
كميت يزل اللبد عن حال متنه ... كما زلت الصفواء بالمتنزل
ظاهرة مقابلته لميل الغبيط.
ووصف الذئب والقربة وقد مر بك فغ معرض حديثنا عن الصعلكة والفروسية من الجزء الثالث إنكار صاحب الخزانة أن يكون هذا من شعر امرئ القيس وأصل إنكاره من الأصمعي وقد تعلم أن امرأ القيس مر عليه حين من الدهر وهو خليع وجاءه خبر مقتل أبيه وهو مع بعض ذؤبان العرب. فما أنكره منكر من أمر هذه الأبيات ليس بثبت، وقد كان الأصمعي نديم ملوك، فغلب جانب النديم البلاطي منه في هذا الذي عسى أن يكون قد توهمه من إنكار الصعلكة على امرئ القيس، ولأمر ما جعله المعري نديمًا بلاطيًّا في رسالة الغفران وأخر مكانه في الصفوة عن المبرد وابن دريد ويونس والأخفش الأوسط وأدرجه في أهل اللغة والنحو ممن عادوا في الجنة متآخين بعد أن كانوا في الدار الفانية أعداء، ولم يسلمه، على ذلك، من خصومه مع المازني وانتصار من هذا عليه، ثم جعله يتمثل بقول الشاعر:
أعلمه الرماية كل يوم ... فلما اشتد ساعده رماني