وكثافة أغصان النخلة تزين أعلاها وذنب الفرس يزبين عجزه وأسفله كما ترى، ولا يفوتنا هنا صدًى من قوله:
فسرت بها أمشي تجر وراءنا ... على أثرينا ذيل مرط مرحل
وتأمل قوله:
«ذيل مرطٍ مرحل» ورنة «مرطٍ مرحل». هذا وقوله:
على الذبل جياش كأنه اهتزامه ... إذا جاش فيه حميه غلي مرجل
فيه صوت المرجل المذكور هنا وفي قوله:
فظل طهاة اللحم ما بين منضج ... صفيف شواءٍ أو قدير معجل
(لأن القدير إناء طهيه المرجل) والمقدر في قوله من قبل:
فظل العذارى يرتمين بلحمها ... وشحم كهداب الدمقس المفتل
ثم في قوله جياش واهتزامه وجاش حميه شيء من جيشان السيل وهزيم الرعد وكلا هذين مذكورٌ في آخر القصيدة حيث قال:
فأضحى يسح الماء حول كتيفةٍ ... يكب على الأذقان دوح الكنهبل
أصاح ترى برقًا أريك وميضه ... كلمع اليدين في حبيٍ مكلل
والحبي (مر تفسيره) مع بارقه رعدٌ وجيشان وهزيم.
ثم في ذلك استمرارٌ لصوت الحركة ومنظر الصورة في قوله:
مكرٍّ مفرٍّ مقبلٍ مدبرٍ معًا ... كجلمود صخرٍ حطة السيل من عل
وقوله مكر مفر موازنة لقوله:
تصد وتبدي عن أسيلٍ وتتقي ... بناظرةٍ وحش وجرة مطفل