يشبه صدى صوت العجز فيه صدى إيقاع قوله: «وأردف أعجازًا وناء بكلكل» ومع هذا التجاوب والتحاذي في الإيقاع مقابلة في المعنى، بين خفة الإرخاء والتقريب وحال البطء وثقل الحركة في «أردف أعجازًا وناء بكلكل» وهنا أيضًا صدًى خفيٌ من «إذا قامتا» ومن «جواحرها في صرةٍ» البيتين. ثم بين «له أيطلا ظبيٍ وساقا نعامةٍ» مشابهة في المعنى ولحن الإيقاع لقوله:
وكشح لطيفٍ كالجديل مخصرٍ ... وساقٍ كأنبوب السقي المذلل
ولعل القارئ الكريم قد أحس الجناس في «السقي» «وساق». (الجديل أي الزمام) وقوله: «أيطلا ظبي» يقابل الكشح اللطيف المخصر. وقوله: «ساقا نعامةٍ» بإزاء قوله «وساق كأنبوب السقي إلخ» والأنبوب ناعم ممتلئ طويل، وساق النعامة قصير شديد متماسك وبه وصف عنترة ساق أمه زبيبة:
وأنا ابن سوداء الجبين كأنها ... ضبعٌ ترعرع في رسوم المنزل
الساق منها مثل ساق نعامةٍ ... والشعر منها مثل حب الفلفل
وفي قوله -أي عنترة-: «ضبع ترعرع في رسوم المنزل» كالنظر الساخر إلى قول علقمة: «كأنها رشأٌ في البيت ملزوم».
وقوله يصف فرسه:
ضليع إذا استدبرته سد فرجه ... بضافٍ فويق الأرض لبس بأعزل
مقابلة مع قوله: «بمنجرد قيد الأوابد هيكل» إذ الانجراد قلة الشعر، ومشابهة لقوله:
وفرع يزين المتن أسود فاحمٍ ... أثيث كقنو النخلة المتعثكل