الخمصانة في الجزء الثالث من قبل وانظر ص 1181 من طبعة 1970 م) هذا البيت متجاوب الصدى مع قوله: «كأن دماء الهاديات بنحره البيت» أي هو لم يعرق ولكن جرى دم الهاديات من الوحش على عنقه إذ لطخوها به. وعصارة الحناء هذه (في قوله عصارة حناء بشيب مرجل) قد سالت من لحية الشيخ الباكي الخاضب بالحناء ولعلك واجدٌ في قوله: «لم ينضح بماء فيغسل» لونًا وصدى من قوله:
ففاضت دموع العين مني صبابةً ... على النحر حتى بل دمعي محملي
وقال أبو الطيب في رثاء أبي شجاع:
بأبي الوحيد وجيشه متكاثرٌ ... يبكي ومن شر السلاح الأدمع
فما أشك أنه نظر إلى دمع امرئ القيس الذي بل محمل سيفه.
والثور رجل والنعجة امرأة في مجاري الرمز والكناية. والنعجة المحبوبة. والثور إما الشاعر وإما عاذله الشديد العذل الناصح له مع ذلك:
ألا رب خصمٍ فيك ألوى رددته ... نصيح على تعذاله غير مؤتلي
وههنا معنى مقابل لقوله:
تجاوزت أحراسًا إليها ومعشرًا ... علي حراصًا لو يسرون مقتلي
إذ هؤلاء جماعة وذلك فردٌ، وهذا قد رده حجةً بحجةٍ وأولئك حذرهم وتجاوزهم وهذا الخصم واضح جهير غير مقصرٍ في النصح. وأولئك أعداء موغرو الصدور يسرون الكيد ويتربصون به الغوائل و «علي حراصًا لو يسرون مقتلي» قريب رنة النغم من «نصيح على تعذاله غير مؤتلي» وقوله:
له أيطلا ظبي وساقا نعامةٍ ... وإرخاء سرحانٍ وتقريب تتفل