النبي صلى الله عليه وسلم. وما زال عقد الجزع ونحوه من حلي العرس عندنا إلى عهد قريب، يتبركون فيما أحسب بخبر السيرة، أو عرفًا توارثوه إذ مادة عربنا من الحجاز أو أقدم والله أعلم.

جرير يصف جيدًا نصته صاحبته كجيد الرئم وشبه التواء الشادن وهي تحنو عليه بطوق الفتاة وهذه هي عين صورة التواء سرب الوحش مدبرات كأنهن فصوص الجزع ولكن بين ألوان خرزهن لون جيد حر كريم من حرة كريمة. وقول جرير: «كجيد الفتاة» نص واضح وشعر العرب يفسر بعضه بعضًا، وقال ذو الرمة يصف ولد الظبية ملتويًّا وأمه تحنو عليه:

كأنه دملجٌ من فضةٍ نبهٌ ... في ملعبٍ من عذارى الحي مفصوم

الدملج السوار والنبه بالتحريك المنسي، ولا يخفى بعد أن قوله:

فادبرن كالجزع المفصل بينه ... بجيد معمٍ في العشيرة مخول

فيه أطياف قوله:

إذا ما الثريا في السماء تعرضت ... تعرض أثناء الوشاح المفصل

والوشاح يفصل بالخرز والودع، وعاب بعضهم قول امرئ القيس «تعرضت» فقالوا الثريا لا تتعرض ولكنه تتعرض الجوزاء. ولله در أبي العباس المبرد إذ استحسن هذا البيت في معرض حديثه عن التشبيه في الكامل. وجليٌّ أن امرؤ القيس ههنا يوحي بصورة صاحبته التي قال فيها:

خرجت بها أمشي تجر وراءنا ... على أثرينا ذيل مرطٍ مرحل

وقوله:

فألحقنا بالهاديات ودونه ... جواحرها في صرةٍ لم تزيل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015