وفي قوله «ممداك عروس»، أيضًا ظلٌّ من قوله:

ويضحى فتات المسك فوق فراشها ... نئوم الضحى لم تنتطق عن تفضل

وقوله «نئوم الضحى» لا يخفى أنه يقابل: «وقد اغتدى إلخ ... » والمداك هو الحجر الذي يسحق عليه الطيب، وكان من طيبهم الذريرة من الخشب الزاكي كالصندل وضروب الروائح العطرة. قالت الفتاة (ديوان الحماسة):

سبي أبي سبك لن يضيره ... إن معي قوافيًّا كثيرة

يفوح منها المسك والذريرة

وقوله: «صلاية حنظل» مقابل لقوله «مداك عروس» والصلاية كالمداك مدق الطيب. قال ابن الأنباري: «ومداك عروس معناه صلاية عروس» وروايته: «كأن سراته لدى البيت قائمًا» والمعنى كأن على المتنين إذ أن المتنين هما السراة وسراته أعلاه. وفي صلاية الحنظل كالوحي والرمز إلى الشاعر نفسه لأن في صلاية الحنظل رجع معنًى من نقف الحنظل لدى سمرات الحي. وقوله:

فعن لنا سربٌ كأن نعاجه عذارى دوارٍ في ملاءٍ مذيل

عجز البيت يقابل في الإيقاع وظلال الصور وأصداء النغم قوله: «كبير أناسٍ في بجادٍ مزمل» والمقابلة المعنوية ظاهرة، الشيخ الكبير المزمل في عباءةٍ مخططة والعذارى المرحات يطفن حول الدوار بفتح الدال والواو هنا وهو صنم لهم في الجاهلية (وتشدد الواو وقد يضم الدال كلهن لغة). وسرب النعاج هنا مقابل لسرب عذارى دارة جلجل الذي في أوائل الأبيات. وتأمل رجع صدًى كالنغم في دوار ... ودارة جلجل. وقوله:

فأدبرن كالجزع المفصل بينه ... يجيد معمٍّ في العشيرة مخول

طور بواسطة نورين ميديا © 2015