قوله: «كأن على المتنين» فيه صدًى لفظي من قوله:
وفرع يزين المتن أسود فاحم ... أثيثٍ كقنو النخلة المتعثكل
وقنو النخلة المتعثكل فيه مقابلة لقوله من بعد:
وقد اغتدى والطير في وكناتها ... بمنجردٍ قيد الأوابد هيكل
والمقابلة في كونه منجردًا تزين متنية ملاسة انجراد كأنها مداك عروس، وقنو النخلة كما ترى غير منجرد، والنخلة هي كالفتاة ذات الفرع الذي يزين المتن وهو أسود فاحم أثيث. فالمقابلة هنا تامة كما ترى.
وتأمل قوله: «وقد اغتدى والطير في وكناتها» مع قوله: «كأن مكاكي الجواء غدية» وقد تعلم أنه كما اعتدى إلى الصيد قبيل السحر والطير واكنات، كذلك نظر إلى البرق ليعلم أين يصوب والطير واكنات، ثم بقي يتأمل فعل الغيث حتى أصبح والطير صوادح وهو بعد القائل:
نشيم بروق المزن أين مصابه ... ولا شيء يشفي منك يابنة عفزرا
وقوله «مداك عروس» فيه ظلال وأصداء من «خدر عنيزةٍ» وإنما الخدر للعروس وبما بمجراها. وقوله:
فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع ... فألهيتها عن ذي تمائم محول
لا يدل على أن عنيزة كانت حبلى أو مرضعًا ولكنها تمنعت عليه، فقال هذا على نوعٍ من التحدي والشغب والفحولة، ثم لما لم يجده رجع إلى اللين والانكسار في قوله:
أفاطم مهلًا بعض هذا التدلل ... وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي