وهذا البيت له مقابل من أبيات خقه الحصان والصيد وهو قوله:
فظل طهاة اللحم ما بين منضج ... صفيف شواءٍ أو قديرٍ معجل
الطهاة إما من صحب امرئ القيس وإما غلمانه، وقد سماهم على كلتا الحالتين أيتهما كانوا، طهاة، هذا عملهم، يعدون الصفيف والقدير له ولمن معه.
أما العذارى فهن أولًا عذارى حديثات السن كما ترى، وارتماؤهن باللحم والشحم لهوٌ، وعليهن الدمقس المفتل وهن كالدمقس المفتل. ويجوز أنه لم يرد بارتمائهن إلا ما كن فيه من حالة عمل، ولكنه عمل في أنسٍ ولهو ولعب. في بيت الطهاة توفر على الطعام نفسه وفي بيت العذارى خفة روح ومرح. وبعد هذا البيت وقبل بيت السرج واللجام:
ورحنا يكاد الطرف يقصر دونه ... متى ما ترق العين فيه تسهل
إلا تجد هنا رنة من قوله:
إلى مثلها يرنو الحليم صبابةً ... إذا ما اسبكرت بين درعٍ ومجول
الحصان من جماله أعاليه وأسافله، يكاد ينقلب الطرف دونه وهو حسير. والحسناء الشابة من جمالها وفتنتها تزدهي قلب الحليم حين تضطرب قناة جسمها وقوامها المسبكر في الدرع والمجول، فلا يملك نفسه إلا أن يرنو إليها ببصره الذي كان مراده أن يغضه لما يمليه عليه حزم الحليم وأناته.
وتأمل قوله:
كأن على المتنين منه إذا انتحى ... مداك عروسٍ أو صلاية حنظل
كأن دماء الهاديات بنحره ... عصارة جناءٍ بشيب مرجل
فعن لنا سربٌ كأن نعاجه ... عذارى دوارٍ في ملاءٍ مذيل