وقوله «وألقي بصحراء الغبيط» من البيت:
وألقي بصحراء الغبيط بعاعه نزول اليماني ذي العياب المحمل
فيه مجاوبة وتكرار للغبيط الذي مر في أوائل القصيدة، ونحن الآن، عند هذا البيت، في أواخرها كما يعلم القارئ الكريم، واليماني ذو العياب المحمل فيه رمزٌ لامرئ القيس، تأمل قوله:
ويوم عقرت للعذارى مطيتي ... فواعجبا من كورها المتحمل
والقصة تذكر أنه فرق ما كان على مطيته بين العذارى. والتجاوب بين قوله: «عقرت للعذارى مطيتي»، وبين قوله «عقرت بعيري يا امرأ القيس فانزل» لا يخفى.
وإذا صرنا إلى آخر بيتين في رواية الزوزني- وقد تعلم إنا إنما بدأنا متابعة تجاوب أصداء القصيدة وتعاقب أطياف صورها من عند قوله:
أصاح ترى برقًا أريك وميضه ... كلمع اليدين في حبيًّ مكلل
والبيتان هما:
كأن مكاكي الجواء غديةً ... صبحن سلافًا من رحيقٍ مفلفل
كأن السباع فيه غرقين عشيةً ... بأرجائه القصوى أنابيش عنصل
فقوله مفلفل فيه رجع صدى قوله:
ترى بعر الآرام في عرصاتها ... وقيعانها كأنه حب فلفل
وسلافًا من رحيق مفلفل مقابلة لقوله:
كأني غداة البين يوم تحملوا ... لدى سمرات الحي ناقف حنظل