المغزول وفلكة المغزل رؤيسه المستدير. وتشبه الخذروف الذي إنما هو قطعة مستديرة فطحاء فيها ثقب وخيطه طرفاه بالكفين، وقد يكون الخذروف شكله مخروطي مفعم القاعدة دقيق الأعلى، يناط به الخيط ثم يقذف ويستدير وأحسب الأول هو المراد، وإن يك الثاني هو المراد فشبه طرفه الدقيق الحاد بالفلكة المغزلية واضح. وكلا الخذروف الأفطح والمخروطي يسير المنال، الأول يمكن عمله من القرع والثاني من الدوم وكلاهما من نبات العرب معروف. وهل الوليد هنا هو امرؤ القيس؟ فالذكرى من معادن شعره، وهو القائل يذكر زحلوقة الأطفال:
لمن زحلوقة زل ... لها العينان تنهل
وهي الزحلوفة بالفاء أيضًا.
وثبير والشيخ الكبير والحناء والشيب جميع أولئك فيهن صدًى من العنيف المثقل وكذلك الوليد والغلام الخف في قوله:
يزل الغلام الخف عن صهواته ... ويلوي بأثواب العنيف المثقل
فأثوابه بجاده كما ترى. والغلام الخف والعنيف المثقل كلاهما يجوز أن يكون المعنى بهما هو الشاعر نفسه. وصورة الغلام الخف والوليد اللاعب تستبان بلا ريب في قوله:
كميتٌ يزل اللبد عن حال متنه ... كما زلت الصوفاء بالمتنزل
وفي زليل اللبد أنفاسٌ من ميل الغبيط إذ قال:
تقول وقد مال الغبيط بنا معًا ... عقرت بعيري يا امرأ القيس فانزل
ولا يخفى صدى (فانزل) في (بالمتنزل).