النخلة المتعثكل ومقابلة القنو المتعثكل» للجذع جلية، وصلة النخلة بالحبيبة لا تخفى، فالحبيبة مما يكنى عنها بالنخلة والظعائن تشبه النخل- قال المرقش الأكبر:

بل هل شجتك الظعن باكرةً ... كأنهن النخل من ملهم

وقد سبق منا تفصيل في هذا المعنى. وقوله: «غدائرها مستشزرات إلى العلى» قوي الدلالة على التشبيه بالنخلة يوحي به، وكونه ممثل قوله «كقنو النخلة المتعثكل» لا يخفى. وأحسب أنه إلى هذا النعت قد نظر المرار في نعته النخل حيث قال:

كأن فروعها في كل ريحٍ ... جوارٍ بالذوائب ينتصينا

والمحبوبة كالنخلة في قوله:

هصرت بفودى رأسها فتمايلت ... على هضيم الكشح ريا المخلخل

وقد سبق منا التنبيه على هذا من قبل.

والشبه واضح بين معنى عفاء الديار وخلوها من أوانسها، ومعنى خلو تيماء من النخلات والآطام- الآطام رمز حراسة وحراس ومحروسات فيه رجع صدى من قوله:

تجاوزت أحراسًا إليها ومعشرا ... علي حراصًا لو يسرون مقتلي

الأطام جمع أطم بضمتين وهي الحصون، كانت أكثر ما تبنى من اللبن. وقد تبنى من الجندل أي الحجر. ولم يصف لنا امرؤ القيس شيئًا من أطم تيماء باقيًّا من الذي بناؤه من جندل إلا ما بنته الطبيعة من جندل، كثبير وذرا رأس المجيمر وثبير قد أحاط به السيل كأنه كبير أناس مزمل في بجاد، ووهم بعضهم فظن أن امرأ القيس قد أقوى ههنا لأن حق «كبير أناس في بجادٍ مزمل» أن ترفع «مزمل» فيها صفة لكبير وكبير مرفوعة- هكذا يبدو. وما جاءت الرواية بالإقواء، هذه واحدة، فمزعم الرفع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015