من الوعول واحدها الأعصم) - فيه مشابه صوة من قوله:
ترى بعر الآرام في عرصاتها ... وقيعانها كأنه حب فلفل
ومكان الشبه أن الآرام والعصم كليهما من جنس الظباء، ومكان المقابلة أن الآرام من غنم الوحش والعصم من بقرها والآرام أناث والعصم فحول، قال سويد بن أبي كاهل:
ودعتني برقاها أنها ... تنزل الأعصم من رأس اليفع
قال الشارح، الأعصم الوعل الذي في يديه بياض. والأنثى عصماء، ألا أنه أكثر ما يراد بالجمع (العصم) في الشعر الذكور لقوتها. قال المخبل السعدي:
ولئن بنيت لي المشقر في ... هضب تقصر دونه العصم
لتنقبن عني المنية أن ... الله ليس كحكمه حكم
فقال الشارح وهو ابن الأنباري الكبير «والعصم الوعول وأحدها أعصم»، أ. هـ. قلت وهو يعلم أن الواحدة عصماء فدل على أن المراد الفحول كما قدمنا. ولو ذهبنا مذهب الزمخشري رحمه الله إذن لأنكرنا أن تكون للأعصم عصماء لكثرة الأعصم في الشعر لقوته وفحولته كما أنكر في الأساس وفي التفسير أن يكون للمفند، مفندة وذلك عند قوله تعالى: {إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ} - بدعوى أنه لم يكن لها عقل وهي شابة، أو كما قال.
قلنا إن مكان المقابلة هو أن الآرام من غنم الوحش والعصم من بقرها ثم الآرام إناث والعصم ذكور، والآرام مقيمات في المنازل التي خلت من الحبائب وهن مما يشبهن ببقر الوحش، والعصم أكرهها السيل على إخلاء منازل اعتصامها بالجبال.
وقوله «جذع نخلة» - من «وتيماء لم يترك بها جذع نخلةٍ» يقابله قوله «قنو