ما، والكنبهلة الطلحة الكبيرة وهي من العضاه أيضًا. العضاه هي الأشجار ذوات الشوك وأكثر ما تكون في بلاد الجفاف.
تأمل قوله:
كأني غداة البين يوم تحملوا ... لدى سمرات الحي ناقف حنظل
ههنا صورة فيها إكباب وشبه انكباب على الأذقان من رجلٍ كبيرٍ مثله ذي لحية ومسح ويسح الماء وصوبه وعرانين وبله، كل هذا له طيوف وأصداء تناظر وتتجاوب مع بكائه حيث قال:
وإن شفائي عبرةٌ مهراقةٌ ... فهل عند رسم دارسٍ من معول
يهمي الدمع سحا على الرسم الدارس الذي لا معول عنده، ويحدو البرق السحاب والمطر والسيل فتصير المنازل بذلك رسومًا دارسات وهو المتأمل في كلتا الحالتين، متأمل على التوهم والتذكر بدليل تعداد المواضع وبدليل قوله: «بعد ما متأمل» يا لبعد ما أتأمله وكسرة اللام إن شئت مشبعة لترنم الروى وإن شئت ففيها ياء المتكلم، والمعنى واحد أو قريب من قريب.
وقوله:
ومر على القنان من نفيانه ... فأنزل منه العصم من كل منزل
وتيماء لم يترك بها جذع نخلةٍ ... ولا أطمًا إلا مشيدًا بجندل
كأن ثبيرًا في عرانين وبله ... كبير أناسٍ في بجادٍ مزمل
كأن ذرا رأس المجيمر غدوةً ... من السيل والغثاء فلكة مغزل
قد تسمع منه وترى أصداء رناتٍ ومشابه صورٍ تقدمن، مثلًا قوله: «فأنزل منه العصم من كل منزل» - (العصم بضم العين وسكون الصاد من وحش الجبال والتلال ضربٌ