الحبي هو السحاب المتراكم الداني من الأرض كأنه يحبو
يلفت الشاعر نظر صاحبه هنا كما استوقفه هناك. وقوله: كلمع اليدين، فيه نفس من قوله:
تصد وتبدى عن أسيلٍ وتتقي ... بناظرة من وحش وجرة مطفل
وتعطو برخصٍ غير شثنٍ كأنه ... أساريع ظبيٍ أو مساويك إسحل
إذ ها هنا حركة يديها، كما ها هنا مستكنٌّ وميض ثناياها، ولا يخفى ما بين حركة اليد ومساويك الإسحل ولمع الثنايا من صلة.
وقوله:
وقوفًا بها صحبي علي مطيهم ... يقولون لا تهلك أسى وتجمل
له صدى من قوله في أواخر القصيدة:
قعدت له وصحبتي بين ضارجٍ ... وبين العذيب بعدما متأمل
البرق مما يهيج الذكرى. ههنا هو وصحبته قعودٌ يتأملونه، وفي البداية كانوا وقوفًا والشاعر يبكي من اجل الحبيب الذي كان والمنزل الذي عفا، والعه الذي بان. ثم ذكر المواضع، العذيب، ضارج، قطن، الستار، يذبل ههنا مناسب ومجاوب لما كان ذكره من المواضع في أول القصيدة- سقط اللوى، الدخول، حومل، توضح، المقراة.
يضيء سناه أو مصابيح راهبٍ ... أمال السليط بالذبال المفتل
سبق ذكر الضوء ومصابيح الراهب في قوله يتذكر حسناءه:
تضيء الظلام بالعشاء كأنها ... منارة ممسى راهبٍ متبتل