هل تلحقني بأخرى الحي ...

ووصف الناقة التي يتمنى أن يلحق أخرى الحي بها ... التي تقطع الموماة عن عرض إذا تبغم البوم في الظلماء، التي كالظليم المظلم المسرع كأنه خائف للنحس ومعه هقلة تجيبه بترنيم وزمار ... هل تلحقني بها ناقة هذه صفتها ...

ظن الغيب ترجيم

بل كل قوم وإن عزوا وإن كثروا ... عريفهم بأثافي الشر مرجوم

والحمد لا يشترى إلا له ثمن ... مما يضن به الأقوام معلوم

كالفرس التي لها نسب في الحي معلوم وقد زعم أن القوم لو يسروا بخيل ليسر بها- وكل ما يسر الأقوام مغروم.

والجود نافيةٌ للمال مهلكة ... والبخل باقٍ لأهليه ومذموم

والمال صوف قرار يلعبون به ... على نقادته وافٍ ومجلوم

ومطعم الغنم يوم الغنم مطعمه ... أنى توجه وللمحروم محروم

وهنا لنا أن نتذكر قوله: «أم حبلها إذ نأتك اليوم مصروم».

والجهل ذو عرض لا يستراد له ... والحلم آونة في الناس معدوم

والحلم نقيضه السفاه- وقد مر بك قوله: «من ذكر سلمى وما ذكرى الأوان لها إلا السفاه، البيت) - ولا أحسب أنه غاب عنك موضع الأوان مع السفاه والآونة مع الحلم، وهذا من مجرى أساليب العودة التي قدمنا طرفًا منها.

ومن تعرض للغربان يزجرها ... على سلامته لا بد مشئوم

وكل حصن وإن طالت سلامته ... على دعائمه لا بد مهدوم

قد أشهد الشرب فيهم مزهر رنم ... والقوم تصرعهم صهباء خرطوم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015