المراه (صفحة 270)

ومن ثمة، فإذا كان السيد الجنرال كـ ... يريد تقديم لوم فما عليه إلا أن يوجهه لأهوائه وضميره، لا لقلمي الذي لم يكتب إلا الحقائق. إن تفوقي الرئيسي في المعركة التي تلوح من بعيد، هو أن قرائي الذين ينتمون إلى أمة يضاهي عدلها عظمتها وكرمها، سيشيرون عليه بدلا من اتهامي، بالتزام الصمت لأن الإشهار سيزيد من اللوم الذي يستحقه.

يجب على السيد المارشال، في مصلحته الخاصة، أن يفكر ويراجع نفسه، وأن يحكم ضميره فيما قام به من أفعال، وإذا وجد أن هذه المرآة لا تعكس له صورة محمودة عن شخصه، فإنه مع ذلك، ينبغي له أن يشكرها لأنه يرى نفسه فيها على حقيقتها، ولأن تلك الصورة يمكن أن تساهم في أن تجعل منه ذلك الشخص الذي يجب أن يكونه.

لقد تكلمت (الفصل الأول من الكتاب الأول) عن سكان إيالة الجزائر، وقلت بأن عددها يبلغ عشرة ملايين نسمة، قد يعتقد بعض قرائي أنني أبالغ ولذلك أقول لهم بأن على المرء أن ينتقل في داخل الإيالة لمدة أسبوع على الأقل ليكون لنفسه فكرة تكاد تكون صحيحة عن عدد هؤلاء السكان واستعداداتهم، ولكي يصدق ما قدمته من أقوال.

إن خصوبة أرضها وصحبة جبالها وقناعة أهلها قد ساعدت كثيرا على مضاعفة الجنس البشري فيها.

وعند سكان الصحراء والقبائل، وهم كثيرون جدا، لا يصادف المقعدون إلا نادرا، ولا يعرف هؤلاء السكان أماضا مزمنة ولا كريهة. إن الرحلتين اللتين قمت بهما إلى قسنطينة، والأحاديث التي أجريتها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015