مع المرابطين وأصدقائي الذين كانوا يرافقونني، كلها قد ساعدتني على زيارة داخل الإيالة.
ولقد ركزت انتباهي كملاحظ بسيط، وتوجهت إلى الحياة في المدن والقرى والقبائل لأعرف عدد الأسر في كل مكان، ثم حصرت عدد كل أسرة في أب وأم وخادم. كما أنني سألت هؤلاء الجباة رأيهم في عدد سكان المدن أو القبائل المجاورة لأتجنب الأخطاءا والمبالغة وعندما كنت أصل تلك المدن والقرى، كنت ألجأ في حسابي إلى الحلول الوسطى، وهكذا استطعت أن أؤكد بأن عدد سكان الإيالة عشرة ملايين نسمة.
إن الكتاب الذين نشروا مؤلفات عن الجزائر، لم يقدموا إلا بعض المعلومات المشكوك في صحتها عن تلك القارة الفسيحة. وقبل الغزو، ان الأوروبيين لم يكونوا يعرفون حتى الجزء الساحلي من مملكة الجزائر الذي يقع بين وجدة في المغرب وغدامس في الجنوب الشرقي (مملكة طرابلس).
إن بعض الجنرالات المشهورين (?) لم يترددوا في اقتراح إبادة أمة بأكملها مركزين اقتراحهم على قلة عدد السكان. ولو افترضنا أن هذا العدد القليل لا يتجاوز المليونين كما ذكر ذلك بعض المتاب، ألا تكون إبادة مليونين من الناس جريمة في نظر الشعوب المتحضرة والإنسانية جمعاء.
إنني أرى أنه لا ينبغي أن يكون الاختلاف في الدين سببا في سلب الحقوق الاجتماعية.