المراه (صفحة 269)

وسهلا صحيا، كما أنه يريد أن يلطف جوها وهواءها. ومن حقنا، قبل أن يشرع في هذا العمل، أن نشير عليه بالعمل على تخفيف حدة الطمع عند بعض الأشخاص والتخفيف من سخط سكان سهل متيجة عليه، وعلى اكتساب قلوب القبائل وجميع الجزائريين. بقي لي الآن، أن أبين لقرائي التناقضات المترتبة عن أقوال الجنرال كـ .... وسلوكه. إن هذا الجنرال لا يرى، لضمان أمن المعمرين، وسيلة أخرى غير بناء الحصون، ولا يعتمد في شيء على القانون والإدارة العادلة. إنه يبدو لي من المحزن بالنسبة للمعمرين والأهالي على حد سواء، أن يكونوا مضطرين على التحارب باستمرار، وأن يبقوا فيما بينهم أوضاعا عدوانية تقدم لأوروبا جمعاء نوع الحضارة التي يريد السيد كـ .... أن يفرضها على الإفريقيين.

إذا كان الجزائريون قد أسفوا على تغيب أو رحيل السيد كـ .... كما أراد هذا الجنرال أن يقنعنا بذلك في كتاباته وجرائده، وإذا كان محبوبا في هذا البلد، فلماذا إذن، يقدم تلك المشاريع الرامية لخلق العداوة؟ وإذا كان صديقا فلماذا يخشى أن يعامل معاملة الأعداء؟ لا، إنه غير محبوب عند الجزائريين، ولا يمكن أن يكون كذلك. إنه يريد أن تعينه الحكومة الفرنسية نائب ملك في إفريقيا ليتمكن من إتمام أعماله وتحقيق مشاريعه.

أعتقد أن الجنرال كـ ... سيغضب علي عندما يقرأ كتابي الذي يفضح جزءا من سلوكه وتصرفه في الجزائر، وعليه، فإنني أقول مسبقا بأنني، للدفاع عن نفسي، سأكتفي بذكر الشهود من بين أصدقائه أنفسهم. ولكن لماذا سأكون في حاجة إلى الدفاع عن نفسي؟ إنني لا أذكر هنا إلا أفعالا لا يستطيع هو نفسه إنكارها، وأن يدي لا تخط إلا أحداثا ووقائع حقيقية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015