أفصحي يا طفلتي عمَّا تمطي في فؤادك

إنني ما عدت ذا صبر على طول بعادك

أرسلي في بقعة الصمت أصيلًا من جيادك

ودعيه يفهم الصب المعني بمرادك

وأنا إن رحت أشكو أو أبث الوجد حبًّا

فلقد آليت أني لن أصب الدمع صبًّا

ولو أني صرت في حبيك يا حسناء صبًّا

فالضعيف الفدام من عاش الهوى دمعًا وندبًا

ضجة العمر الشباب الحي حتى يتصرم

فإذا ولي فقد ولت مني السعد المكرم

وبقي في يأسه المرء كئيبًا يتبرم

يندب الأنس الذي كان حلالًا يتحرَّم

إيه ... يا " ... " يا آهة تعدو وئيده

في ضلوعي ... يا متاهات مسافاتي المديدة

لم تزل عندي حكايات وأفكار جديدة

سوف أحكيها لنفسي حين تضحى بعيدة1

صورة شعرية تعبر عن حرارة الوجدان ولوعة الحرمان، ومرارة البعد، وألم الفراق، في خيالات عجيبة، وصور أدبية بديعة، فقلبه مغدي ومراح، تملؤه بنورها المستمد من نور الصباح وتزكّيه برائحتها الفواحة، ينبغي أن تتجاوب معه فتبادله وتفصح عمَّا استكن في قلبها؛ لأن الصبر قد نفد، فأصبح يبث الوجد حبًّا، ويصب الدمع صبًّا، ويندب حياته ندبًا؛ لأن زهوة الشباب قد تصرم فأضحى كئيبًا يتبرم؛ لأن ما كان حلالًا له قد تحرم، وبعد اليأس أخد يردد لنفسه حكايات وأفكارًا جديدة، يتسلَّى بها بعد أن فقد الأمل وصارت عنه بعيدة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015