صيرت حسي في هواك مقيدًا ... وسموت حتى نؤت عن إدراك

أواه من حب يحطم أضلعي ... أتراك تنتبهين لي أتراك؟

حاولت أن أنساك لكن أنت في ... سودا الفؤاد فكيف لي أنساك؟

أيها الجميلة خبري كم عاقل ... هومته؟ كم مغرم ناجاك؟

أحياك إلهامًا ووحي مشاعر ... تنداح مسبغة بنشر صباك

تستأسرين بدون أي جريرة ... ألبابنا من ذا الذي أفتاك؟

لو كنت خمرًا كان عذرك واضحًا ... إن نحن رحنا في الهوى سكراك

أو كنت بحرًا هائجًا متلاطمًا ... فربما قمنا وصارعناك

لكن حشدت لنا جيوش الحسن ... ثم دعوتنا مغرورة للقاك

أما السلاح قناة قدٍّ فارع ... أو سيف لحظ صارم فتاك

أو درع طود شامخ متوشح ... بزهورك النشوى ومن رياك

أو خيل شلال غدا متدافقًا ... يشتد ملتاعًا للثم ثراك

واقتدتنا أسرى وقد كبلتنا ... حبًّا فلطفًا أكرمي أسراك

رؤياك في قربى أدق مؤمل ... وأعز شيء في النوى ذكراك1

ثم يبوح لأنها بأحزانه وآلامه في قصيدته "بوح":

أبها.. ويبسم كل محروب ... أبها.. ويفرح كل منكوب

أبها.. وكل الكون أبعدني ... وجذبتني فرأيت تقريبي

وحضنتني وأنا الشريد فلم ... أحزن لمأساتي وتعذيبي2

تتناجى معه مظاهر الطبيعة في الجنوب، ويتعاطف الشاعر مع ربوعها وبلدانها ومنازلها ودورها، وجبالها وسهولها، وتاريخها ومجدها وبحارها ووديانها، وطيورها وأشجارها، وربيعها ولياليها، وذلك في قصيدته "الأرض والحب" منها:

أنا فيك يا جازان فلتزدهر الرؤى ... بعيني غريب هام عن ربعه دهرًا

أنا فيك في "فيفاء" أناجي جنانها ... وأخلق إعجابي بما احتضنت شعرًا

وأنساب في أنهار "بيش" مغنيًّا ... منازلها الفيحاء أو زرعها النضرا

وتمنحني "صبيًّا" ولا زلت في الصبا ... برود صبا تستأثر اللب والفكرا

وأغرق روحي في هوى "ضمد" التي ... رعتني عمرًا بات من أعذب الذكرى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015