ثالثًا: الخصائص الفنية لمدرسة التحرر في التجديد
من خلال هذه العوامل وتلك الظروف، ومن واقع طبيعة البيئة العربية الإسلامية تشكَّلَت لهذه المدرسة خصائص فنية تدل على مذهبهم الأدبي، تحققت في شعرهم، وصارت من سمات فنهم الأدبي ومميزاته، فالشعراء ينتحون شعرهم من معينه، ويصبون وابلهم من براكينه الملتهبة، وينساب تصويرهم الشعري من منابعه الثرارة المتدفقة، وهذه القيم الفنية بإيجاز هي:
- التعبير عن ذات الشاعر، وتصوير أحاسيسه ومشاعره الذاتية، والعناية بالطابع الشخصي.
- شيوع الشكوى والألم، والحزن والمرارة، والكآبة والتشاؤم، والعزلة والغربة.
- الهروب إلى الطبيعة، والاندماج في مظاهرها، وترك المدينة، والترنم بالريف الساحر البسيط.
- الدعوة إلى أدب جديد، ينصف الطبقة المظلومة من أي نوع من الظلم، ولو ظلم النفس لذاتها، وهذا يحتاج إلى الخيال المحلق الجموح.
- التمرد على النماذج الشعرية القديمة، بمعنى الحرية في المنهج والموضوح والتصوير والقالب، فليس عندهم موضوع صالح للشعر، وآخر غير صالح؛ لأن الشاعر يسجل ما يراه؛ لأنه يرى ما يسجل.
- تحطيم قواعد الشعر الاتباعي "الكلاسيكي" القديم، والهيام بالشعر الغنائي العاطفي.
- تفسير النص الشعري مرتبطًا بصاحبه الذي ابتكره؛ حيث لا يتضح النص إلَّا بتوضيح العلاقات بينه وبين صاحبه.
- الاهتمام بالوحدة الفنية، والموضوعية، والعضوية، وكذلك الاتساق الموسيقي، والانسجام في الإيقاع والنغم1.
- الابتعاد عن الأسلوب المباشر، والهيام بالوحي والإيحاء في التعبير، وبث الأضواء والظلال في جوانب العمل الفني.
- معالجة القضايا الاجتماعية من خلال ذات الشاعر وأحاسيسه ومشاعره.
- الحرص على الالتزام بالقيم الإسلامية والخلق في الشريعة الإسلامية، حيث يستمد التصوير الأدبي وروافده من ذلك.