ثانيًا: الشاعر علي عبد الله مهدي
ولد في عام 1368هـ في مدينة "رجال ألمع"، ونشأ فيها وترعرع، وتلقى دراسته الابتدائية بها، وتفتَّحت شاعريته على قصائد الفحول من الشعراء، لتستقرَّ في قلبه إلى الأبد، وبدأ يقرض الشعر في هذا السن المبكر، وكان لأساتذته الشعراء فضل كبير في تنمية موهبته الشعرية.
وبعد أن حصل على الشهادة الابتدائية سافر إلى أبها للدراسة بالمعهد العلمي، وأمضى فيه خمس سنوات، ثم انتقل إلى الرياض والتحق بكلية اللغة العربية، حتى حصل على "الليسانس" في 1390-1391هـ، وكانت هذه الفترة حافلة بالمعرفة والإنتاج.
وبعد التخرج عيِّنَ مدرسًا بمعهد "الباحة" العلمي "بلاد غامد" لمدة عام، وفي العام التالي عين مديرًا للمعهد، ثم طلب الانتقال إلى أبها، حيث أمضى بها مدرسًا ثلاث سنوات بمعهدها العلمي.
لكنه قدَّم استقالته من العمل وقبلت استقالته، ليدير محلًّا للذهب، ويقول: "عندي الذهب والتعب يقينًا، أما الأدب فذلك ما كنا نبع، وأفضل الأدب وأحب الذهب".. ويقول عن تأثره: تأثرت بكثير منهم، وفي طليعتهم المتنبي ماليء الدنيا وشاغل الناس.. ويقول عن الشعر: الشعر تجربة شعورية يعبر عنها تعبيرًا موحيًا مؤثرًا، وقد طرقت عدة أغراض شعرية متنوعة منها: الدعوة الإسلامية، والإصلاح الاجتماعي، وقليل من الرثاء، وشيء من الغزل1.
ومهدي شاعر يهزّ بشعره الندوات الأدبية في مختلف المؤسسات وخاصة في نادي أبها الأدبي، وهو من أعضائه، يقول عن شعره الدكتور عبد الهادي حرب: "شعره نبع صاف من قلب مؤمن بدينه، متقطع على أبناء بلدته وعقيدته، يرى ماضي المسلمين مشرقًا، وحاضرهم غائمًا، فينكر على قومه ما هم فيه، ويدعوهم إلى استعادة مجدهم، ويجنح به الخيال حتى ليرى أنهم قد عادوا إلى ما كانوا عليه من ازدهار وإشراق".
وللشاعر منزلة كبيرة بين عشاق الأدب في عسير، يقول في قصيدته "الباذلون" 2:
بذل الباذلون حتى أضاءوا ... وتسامى مع الضياء البناء
وتولى جهل وأدبر فقر ... وتوارى بعد الدواء الداء