أولًا: الشاعر علي خضران القرني
الشاعر علي خضران بن عبد الرحمن القرني، من شعراء مدرسة التجديد المحافظ، ولد في قرية "الحفنة" من ضواحي القنفذة بالقرن في تهامة عام "1358هـ"، وتقلب في التعليم بين مكة المكرمة وبين الرياض والطائف، وله كتاب "صور من المجتمع والحياة".
ومن المخطوطات "كفاح شعب"، "تعريفات وجيزة ببعض قرى ومناطق المملكة"، وديوان "آهات".
ومن شعر القرني قوله في قصيدة "ظبي الجبل"1:
يا منى الروح ويا ظبي الجبل ... قد براني الهجر وازداد الألم
كم تمنيت لقاء شافيًا ... في روابي السفح والطود والأشم
كم تمنيت حديثًا ممتعًا ... في دجى الليل وأحلاك الظلم
غير أني لم أجد غير الأسى ... وضروب الخبث حيطت بالنغم
فاذكري عهدي وودي والهوى ... واذكري الماضي الذي لم ينصرم
إنني رغم بعادي والنوى ... لم أزل أهفو إلى ذاك النغم
تجربة شعرية قوية صادقة، وعاطفة جياشة، ومشاعر رقيقة، تجسمت في امتزاجها مع مظاهر الحياة والطبيعة في روابي السفح، وفي الطود الأشم، فينعم بحديثها في دجى الليل، وحلكة الظلام، ليتصل الحاضر بالماضي، ويحيا على الذكرى التى لم تنصرم، ولم تقطع عهد الوداد، وذلك في نغم راقص من الحب والهوى.
والقصيدة في منهجها ونهجها جديدة، وكذلك في أسلوبها وتجربتها، وصدق العاطفة فيها، والمشاعر والأحاسيس التي تتناغم مع مظاهر الطبيعة.
ويقول في قصيدة "الخير في الصالحات" منها:
يا شامتًا بي عداتي ... ودائبًا في الوشاة
مهلًا فإني صبور ... وحجتي في سكاتي
ما ضرني قول واش ... يهوى الأذى والسعاة
مهما تمادى فإني ... كالطود حتى الممات
نهجي وصبري كفيل ... بنصرتي ونجاتي