والجهل داء والثقافة بلسم ... للجهل إذا فيه الشفاء الأعظم
والعلم طعم في المذاق حلاوة ... والجهل مر طعمه بل علقم
بالعلم يرقى كل شعب للعلا ... ويكون في أعلا المراتب ينعم
إلى قوله:
يبني صروح المجد شامخة الذرى ... وبها الدعامة قوة لا تثلم
فأخو الجهالة في الشقاوة قابع ... لم لا وهذا الجهل ليل مظلم
إن الجهول بماله وثرائه ... مثل السفينة بالتجارة تلقم
ماذا يفيد من التجارة عندما ... تهوي إلى قاع البحار وترطم
هذي المعاهد والمدارس جمة ... في كل بيت دارس ومعلم
قد عمت الأرجاء وهي مناهل ... للضامئين وفرحة بل مغنم
والقصيدة مع طولها تغلب عليها روح النثر الأدبي، ولا يبقى من الخصائص إلّا الوزن والقافية، أما العاطفة القوية والمشاعر المتدفقة، والتصوير الذي يهز الوجدان، ويسيطر على المشاعر، فهذا هو أقل الجوانب في القصيدة، ويستعمل الشاعر لهجة الجنوب الجارية على اللسان، وهي إبدال الظاء ضادًا في قوله: "وهي مناهل للضامئين" وأصلها فيما اشتهر عند العرب ما نزل به القرآن الكريم "للظامئين".