يُغير الغرائز إبك لما بك واندب فِي شيبك على شبابك وتأهب لسيف الْمنون فقد علق الشبابك
(قد كَانَ عمرك ميلًا ... فَأصْبح الْميل شبْرًا)
(وَأصْبح الشبر عقدا ... فاحفر لنَفسك قبرا)
عجبا للطرف كَيفَ اغتمض ولمكلف مَا أدّى المفترض يَا من كلما بنى على أَن يلوذ بِنَا نقض يَا من إِذا أدّى حَقًا فعلى مضض يَا من إِذا لَاحَ لَهُ صيد الفاني جد وركض يَا من إِذا قدر على جيفة الْهوى جثم وربض يَا مَشْغُولًا عَن الْجَوْهَر بفاني الْعرض إِيثَار مَا يفنى على يَا يبْقى أَشد الْمَرَض
(أَلا يَا غافلا تحصى عَلَيْهِ ... من الْعَمَل الصَّغِيرَة والكبيرة)
(يصاح بِهِ وينذر كل يَوْم ... وَقد أنسته غفلته مصيره)
(تأهب للرحيل فقد تدانى ... وأنذرك الرحيل أَخ وجيره)
(وَكم ذَنْب أتيت على بصيره ... وعينك بِالَّذِي تَأتي قريره)
(تحاذر أَن تراك هُنَاكَ عين ... وَإِن عَلَيْك للعين البصيره)
(وَكم من مدْخل لومت فِيهِ ... لَكُنْت بِهِ نكالا فِي العشيره)
(وقيت السوء وَالْمَكْرُوه مِنْهُ ... ورحت بِنِعْمَة فِيهِ ستيره)
هَذَا حادي الْمَمَات قد أسْرع هَذِه سيوف الملمات تلمع هَذِه قُصُور الأقران بلقع إِن وصلت الدُّنْيَا فعلى نِيَّة أَن تقطع وَإِن بذلت فعلى عزم أَن تمنع أفيها حِيلَة أم فِي وَصلهَا مطمع يَا معرقا فِي البلى قل لي لمن تجمع إِذا خلوت وتخليت فَكيف تصنع أَتَرَى أَنْت عندنَا أَو مَا تسمع يَا مَحْبُوسًا فِي سجن هَوَاهُ مَتى تتخلص لَو عرفتنا ألفتنا لنا أحباب لَهُم ألباب هم اللّبَاب شغلهمْ على الدَّوَام الْمِحْرَاب حاضرون مَعكُمْ بالأبدان وبالقلوب غياب
(وشغلت عَن فهم الحَدِيث سوى ... مَا كَانَ مِنْك فَإِنَّهُ شغلي)
(وأديم نَحْو محدثي نَظَرِي ... إِنِّي قد فهمت وعندكم عَقْلِي)