المدهش (صفحة 455)

الْفَصْل الرَّابِع وَالثَّمَانُونَ

أخواني دنا رحيلكم وَقد بَان سبيلكم وسيهجركم خليلكم وَقد نصحكم دليلكم

(يَا مقيمين ارحلوا للذهاب ... بشفير الْقُبُور حط الركاب)

(نعموا الْأَوْجه الحسان ... فَمَا صونكموها إِلَّا لعفر التُّرَاب)

(وَالْبَسُوا ناعم الثِّيَاب فَفِي ... الحفرة تعرون عَن جَمِيع الثِّيَاب)

(قد نعتك الْأَيَّام نعيا صَحِيحا ... بِفِرَاق الأخوان وَالْأَصْحَاب)

تذكر يَا من جنى ركُوب الْجِنَازَة وتصور مَا من مأوى فِي طول الْمَفَازَة ودع الدُّنْيَا مودعا للحلاوة والمزازة أَرقم من قَلْبك ذكر الْجَزَاء على جزازة كم ظَالِم تعدى وجار فَمَا رعى الْأَهْل وَلَا الْجَار حل بِهِ الْمَوْت فَحل الأزرار وَأدبر عَن الْأَوَامِر فأحاط بِهِ الأدبار وَدَار عَلَيْهِ بالدوائر فَأخْرجهُ من الدَّار وخلا بِعَمَلِهِ ثَانِي إثنين وَلَكِن لَا فِي الْغَار فانتبهوا فَإِنَّمَا هِيَ جنَّة أَو نَار

(تعلّقت بآمال ... طوال أَي آمال)

(واقبلت على الدُّنْيَا ... ملحا أَي إقبال)

(فيا هَذَا تجْهر لفراق ... الْأَهْل وَالْمَال)

(فَلَا بُد من الْمَوْت ... على حَال من الْحَال)

يَا من يحدثه الأمل فيستمع ويخوفه الْأَجَل فَلَا يرتدع وصل الصالحون إِلَى المنى يَا مُنْقَطع وجوزوا على صبرهم أَي وَالله لم يضع تلمح العواقب فتلمحها لِلْعَقْلِ وضع كَأَنَّهُ مَا جَاع قطّ من شبع إِذا تلاقحت غروس المجاهدة تلاحقت ثمار المدائح

طور بواسطة نورين ميديا © 2015