أخواني أعجب الْعَجَائِب أَن النقاد يخَافُونَ دُخُول البهرج فِي أَمْوَالهم والمبهرج آمن هَذَا الصّديق يمسك لِسَانه وَيَقُول هَذَا الَّذِي أوردني الْمَوَارِد وَهَذَا عمر يَقُول يَا حُذَيْفَة هَل أَنا مِنْهُم والمخلط على بِسَاط الْأَمْن
(الناسكون يحاذرون ... وَمَا بسيئة ألموا)
(وَكَانُوا إِذا راموا كلَاما ... مُطلقًا خطموا وزموا)
(إِن قيلت الْفَحْشَاء أَو ... ظَهرت عموا عَنْهَا وصموا)
(فَمَضَوْا وَجَاء معاشر ... بالمنكرات طموا وطموا)
(ففم لطعم فاغر ... وَيَد على مَال تضم)
(عدلوا عَن الْحسن الْجَمِيل ... وللخنا عَمدُوا وأموا)
(وَإِذا هم أعيتهم ... شنعاؤهم كذبُوا وأموا)
(فالصدر يغلي بالهواجس ... مثل مَا يغلي المحم)
لله در أَقوام شغلهمْ حب مَوْلَاهُم عَن لذات دنياهم اسْمَع حَدِيثهمْ إِن كنت مَا تراهم خوفهم قد أزعج وأقلق وحذرهم قد أتلف وأحرق وحادى جدهم مجد لَا يترفق كلما رأى طول الطَّرِيق نَص وأعنق وَكَيف يحسن الفتور وأوقات السَّلامَة تسرق دموعهم فِي أَنهَار الخدود تجْرِي وتتدفق يشتاقون إِلَى الحبيب والحبيب إِلَيْهِم أشوق يَا حسنهم فِي الدجى ونورهم قد أشرق وَالْحيَاء فائض وَالرَّأْس قد أطرق