يَا معاشر المذنبين إسمعوا وصيتي إِذا قُمْتُم من الْمجْلس فادخلوا دَار الْخلْوَة وشاوروا نصيح الذّكر وحاسبوا شريك الْخِيَانَة وتلمحوا تَفْرِيط التواني فِي بضَاعَة الْعُمر وَيَكْفِي مَا قد مضى فليحذر الْأَعْوَر الْحجر إِذا نقى خاطر الْمُذكر من ذل هوى وصفى معِين معنى كَلَامه من كدر طمع إنكشف الغشاء عَن عينه فَرَأى بالفطنة مَوضِع قطنة مرهم الْعَافِيَة فربى حشائش الحكم وَركب فِيهَا معاجين الشِّفَاء ففتحت سدد الكسل واستفرغت أخلاط الشواغل فَأَما مجتلب الدُّنْيَا بنطقه فَإِنَّهُ كلما حفر قليب قلبه فأمعن لاستنباط معنى طم الطمع إِذا صدر الْعلم من عَامل بِهِ كَانَ كالعربية ينْطق بهَا البدوي وَأحلى أَبْيَات الشّعْر مَا خرج عَن أَبْيَات الشّعْر جمعت بَين الْكتاب وَالسّنة ففتحا لي هَذِه المغاني فَهِيَ تنادي السامعين ولدت من نِكَاح لَا من سفاح وَمن جمع بَين الْجَهْل والبدعة هذى الهذيان فَكَلَامه فِي مرتبَة ابْن زَانِيَة إِذا فتحت الوردة عينهَا رَأَتْ الشوك حولهَا فَلتَصْبِر على مجاورته قَلِيلا فوحدها تجتني وَتقبل وَاعجَبا لألفاظي وعملها بَطل السحر عِنْدهَا كل الْمَذْكُورين رجالة وَأَنا فَارس اخْرُج إِلَى الْمعَانِي فِي كمين فأصيدها لَا بأحبولة إِذا حضرت ملكت الْعُيُون وَإِذا غبت استرهنت الْقُلُوب
للمهيار
(طرف نجدية وظرف عراقي ... أَي كاس يديرها أَي سَاق)
(سنحت والقلوب مُطلقَة ترعى ... وثابت وَكلهَا فِي وثاق)
(لم تزل تخدع الْعُيُون إِلَى أَن ... علقت دمعة على كل مآق)