إكتب قصَّة النَّدَم بمداد الدُّمُوع وابعثها مَعَ ريح الزفرات لَعَلَّ الْجَواب يصل بِرَفْع الجوى
(كَيفَ لَا أبْكِي على عَيْش مضى ... بِعْت عمري بحقير الثّمن)
(كَيفَ أَرْجُو الْبُرْء من دَاء الْهوى ... وطبيبي فِي الْهوى أَمْرَضَنِي)
إنتبه لنَفسك يَا من كلما تحرّك تعرقل فِيك جوهرية السباق وَلَكِن نحتاج إِلَى رائض قَلْبك مَحْبُوس فِي سجن طبعك مُقَيّد بقيود جهلك فَإِذا ترنم حاد تنفس مشتاق إِلَى الوطن فالبس لَامة عزمك وسر بحند جدك لَعَلَّك تخلص هَذَا الْمُسلم من أَيدي الفراعنة
(أبالغوا يشتاق تِلْكَ النجودا ... رميت بقلبك مرمى بَعيدا)
(فؤاد أَسِير وَلَا يفند لي ... وجفن قَتِيل البكا لَيْسَ بودي)
لَك الحَدِيث يَا معرض أَنْت المُرَاد يَا غافل يَا مستلذا برد الْعَيْش تذكر حرقة الْفرْقَة يَا من يُسلمهُ موكلان إِلَى موكلين مَا لانبساطك وَجه إِنَّمَا تملي عَلَيْهَا رِسَالَة إِلَى رَبك وَمَا أَرَاك تمل قبح مَا تمل يَا جامد الْعين الْيَوْم غَدا تَدْنُو الشَّمْس إِلَى الرؤس فتفتح أَفْوَاه مسام الْعُرُوق فتبكي كل شَعْرَة بِعَين عروقها يبرز يُوسُف الهيبة فيقد قَمِيص الْكَوْن نفخ الرّيح الْيَوْم يُحَرك الشّجر وَنفخ الصُّور غَدا يعْمل فِي الصُّور ريح الدُّنْيَا بَين مثير لاقح تثير دفائن النَّبَات وتلقح الْأَشْجَار وتثير دفائن الْأَعْمَار وريح الْأُخْرَى تلقح الأشباح للأرواح لقِرَاءَة دفاتر الْأَعْمَار أَيْن الَّذين نصبوا الْآخِرَة بَين أَعينهم فنصبوا وندبوا أنفسهم لمحو السَّيِّئَات وندبوا كَانَ دَاوُد الطَّائِي يُنَادي بِاللَّيْلِ همك عطل على الهموم وحالف بيني وَبَين السهاد وشوقي إِلَى النّظر إِلَيْك حَال بيني وَبَين اللَّذَّات فَأَنا فِي سجنك أَيهَا الْكَرِيم مَطْلُوب
(يَا مَالك مهجتي ووالي ديني ... كم ينشرني الْهوى وَكم يطويني)
(هجرانك مَعَ محبتي يضنيني ... هَل تدركني بنظرة تحييني)