الزَّمَان أنصح المؤدبين وأفصح المؤذنين فانتبهوا بايقاظه واعتبروا بألفاظه
(فكم هَذَا التصامم والتعامي ... وَكم هَذَا التغافل والتواني)
(لَو أَنا قد فهمنا عَن خراب ... الديار مقالها لم يبن بَان)
(ويجني الْعَيْش كل أَذَى ويهوى ... فيا للعيش يعشق وَهُوَ جَان)
(فَللَّه الأولى درجوا جَمِيعًا ... وَزَادَهُمْ النَّجَاء من الهوان)
(وَمَا عَلقُوا من الدُّنْيَا بِشَيْء ... سوى بلغ بأطراف البنان)
(وَلما أَن رَضوا شعث النواصي ... تَقِيّ وهبوا التصنع للغواني)
لله در العارفين بزمانهم إِذْ باعوا مَا شانهم بإصلاح شَأْنهمْ مَا أقل مَا تعبوا وَمَا ايسر مَا نصبوا وَمَا زَالُوا حَتَّى نالوا مَا طلبوه شمروا عَن سوق الْجد فِي سوق العزائم وَرَأَوا مطلوبهم دون غَيره ضَرْبَة لَازم وجادوا مُخلصين فَرَبِحُوا إِذْ خسر حَاتِم وَأَصْبحُوا منزل النجَاة وَأَنت فِي اللَّهْو نايم مَتى تسلك طريقهم يَا ذَا المآثم مَتى تندب الذُّنُوب ندب المآتم يَا رجَالًا مَا بَانَتْ رجوليتهم إِلَّا بالعمايم يَا أَخَوان الأمل قد بَقِي الْقَلِيل وتفنى المواسم أَيْن أَنْت من الْقَوْم مَا قَاعد كقائم
للمهيار
(صحب الله راكبين إِلَى الْعِزّ ... طَرِيقا من المخافة وعرا)
(شربوا الْمَوْت فِي الكريهة حلوا ... خوف أَن يشْربُوا من الضيم مرا)