يقدر إنزاله في كل السنة، ثم ينزل به جبريل بعد ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم في جميع السنة، وبه قال «مقاتل بن حيّان» (?)، نقله القرطبي في تفسيره عنه، وبقوله قال الحليمي والماوردي، قال الحافظ ابن حجر بعد أن ذكر قول الحليمي: «وهذا أورده ابن الأنباري من طرق ضعيفة ومنقطعة».

أقول: فلا يعوّل عليه، قال: «وما تقدم من أنه نزل جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا ثم أنزل بعد ذلك مفرقا هو الصحيح المعتمد».

وهناك قول ثالث: هو أن المراد بالآيات السابقة ابتداء إنزاله في ليلة القدر، ثم نزل بعد ذلك منجّما في أوقات مختلفة على النبي صلى الله عليه وسلم وبه قال «الشعبي» (?)

وكأنّ صاحب هذا القول ينفي النزول جملة واحدة إلى السماء الدنيا.

وقد ذهب إلى هذا الرأي من المتأخرين الأستاذ الإمام الشيخ «محمد عبده» في تفسير جزء «عمّ»، فقد نقل كلام «الشعبيّ» وقوّاه، وقال: إن ما جاء من الآثار الدّالة على نزوله جملة واحدة إلى بيت العزة في السماء الدنيا، مما لا يصح الاعتماد عليه؛ لعدم تواتر خبره عن النبي صلى الله عليه وسلم وأنه لا يجوز الأخذ بالظن في عقيدة مثل هذه، وإلا كان اتباعا للظن (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015