ينزل به على النبي صلى الله عليه وسلم»، قال: الحافظ في الفتح: وإسناده صحيح (?).
(د) أخرج ابن مردويه والبيهقيّ- في كتاب «الأسماء والصفات» عن ابن عباس أنه سأله عطية بن الأسود، فقال: أوقع في قلبي الشكّ قوله تعالى:
شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ وقوله: إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وهذا أنزل في شوّال، وفي ذي القعدة وفي ذي الحجة، وفي المحرم، وصفر، وشهر ربيع، فقال ابن عباس: أنه أنزل في رمضان في ليلة القدر جملة واحدة ثم أنزل على مواقع النجوم رسلا (?) في الشهور والأيام».
ومعلوم: أن هذا لا يقوله ابن عباس بمحض الرأي، فهو محمول على سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم، أو ممن سمعه من النبيّ من الصحابة، ومثل هذا له حكم المرفوع؛ لأن القاعدة عند أئمة الحديث: أن قول الصحابي الذي لم يأخذ عن الإسرائيليّات فيما لا مجال للرأي فيه له حكم الرّفع، وبذلك ثبتت حجّية هذه الآثار (?).
وقد ذكر «السيوطي» في «الإتقان» (?) عن القرطبي: أنه حكى الإجماع على أن القرآن نزل جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزّة في السماء الدنيا، ودعوى الإجماع غير مسلّمة؛ فإن من العلماء من لا يقول به ويحمل الآيات التي ظاهرها ذلك على ابتداء الإنزال.
وهناك قول ثان: وهو أن «القرآن» نزل إلى السماء الدنيا في عشرين ليلة قدر، أو ثلاث وعشرين أو خمس وعشرين (?)، ينزل الله في كل ليلة منها ما