وذاعت بين الناس قاطبة.
وأما ما استحدث في كتابة المصاحف من التحزيب والتجزئة والتخميس والتعشير (?) وكتابة فواتح السور وخواتمها، ونحو ذلك فكل ذلك مما زيد لغرض التيسير على القارئ، ولكن ليس له من الأهمية ما للشكل والنقط قال قتادة: بدءوا فنقطوا ثم خمسوا وعشروا، وقال غيره: أول ما أحدثوا النقط عند آخر الآي ثم الفواتح والخواتم.
وقد جزأ العلماء القرآن تجزئات شتى: منها التجزئة إلى ثلاثين جزءا وأطلقوا على كل واحد منها اسم الجزء بحيث لا يخطر بالبال عند الإطلاق غيره، فإذا قال قائل: قرأت جزءا من القرآن تبادر للذهن أنه قرأ جزءا من الأجزاء الثلاثين، ثم جزؤا كل واحد من هذه الأجزاء الثلاثين إلى جزءين، وقد أطلقوا على كل واحد منها اسم الحزب؛ فصارت الأحزاب ستين حزبا، فمثلا من أول الفاتحة إلى قوله تعالى: سَيَقُولُ السُّفَهاءُ جزء:
ومن سَيَقُولُ السُّفَهاءُ إلى تِلْكَ الرُّسُلُ جزء وهكذا، ومن أول الفاتحة إلى قوله وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ حزب، ومن أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ إلى وَلا تُسْئَلُونَ عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ حزب، وهكذا وجعلوا الجزء ثمانية أرباع، والحزب أربعة أرباع؛ وقد جرت عادة كثير من نساخ المصاحف أن يذكروا اسم الأجزاء والأحزاب والأرباع في حاشية المصحف غير أنهم يكتبون ذلك بخط مخالف لخطه ومداد مخالف لمداده تحوطا من أن يظن أنه من القرآن.
كان العلماء في الصدر الأول يرون كراهة نقط المصحف وشكله ونحوهما مبالغة منهم في المحافظة على القرآن من التزيد، وكتابته في