الدُّجا، وهي الظلمة، وهذا الذي أرادوا، وإنَّما غلطوا في الخطّ، فجعلوا التنوين الذي في مُداجٍ نونًا، ثمّ أوقعوا عليه الإِعراب. واللَّه أعلمُ.

* * *

وقال أيضًا (?): (ومما غُلط فيه من الأسماءِ قولُ حَبيب (?):

إحدى بني بكر بنِ عبدِ مناهِ ... بينَ الكثيبِ الفَرْدِ فالأمواهِ

والصواب: عبد مناةَ، بالتاء، مثل: عبد يغوث، وعبد وَدّ، وعبد العُزَّى، وهي أصنامٌ كانتِ العربُ تتعبد لها. قال اللَّهُ عزَّ وجلّ: "ومناةَ الثالثةَ الأخرى" (?).

قال الرادّ: لم يغلط حبيبٌ في هذا الاسم، كما زَعَمَ، وإنَّما أجرى الوصلَ مُجرى الوقف [ضرورة، فلمَّا كانَ الوقفُ على مناه بالهاء، كما يُوقف على اللات بالهاء، أجراها في الوصل ذلك المُجرى. والعرب كثيرًا ما تفعل ذلك، تُجري الوصلَ مُجرى الوقفِ]، والوقف مُجرى الوصل.

فمما أُجريَ فيه الوصل مُجرى الوقف قول الشاعر (?):

ببازِلٍ وَجْناءَ أو عَيْهَلِّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015