إِسحاق السَّبيعي، عن الحارث عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الفقر على المؤمن أزين من العذار على خَدِّ الفرس ". وبإِسناده عن بلال قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " القه فقيرًا ولا تلقه غنياَ. قال: فقلت: كيف لي بذلك يا رسول الله؟ قال: إذا رزقت فلا تَخْبأ، وإذا سُئلت فلا تمنع. قال: قلت: وكيف لي بذلك، يا رسول الله؟ قال: هو ذاك، وإلًا فهو النار ".

وأَما الخصلة السادسة، وهي قوله: " إِمام في الزهد " فحاله في ذلك أَظهر وأَشهر أَتته الدنيا فأَباها، والرياسة فنفاها، عرضت عليه الأَموال، وفرضت عليه الأَحوال، وهو يرد ذلك بتعفُّف وتعلُّل وتقلُّل. ويقول: قليل الدُّنيا يجزي وكثيرها لا يجزي، ويقول: أَنا أَفرح إذا لم يكن عندي شيء. ويقول: إنما هو طعام دون طعام، ولباس دون لباس، وأَيام قلائل.

وقال إِسحاق بن هانئ: بكَّرت يومًا لأعارض أَحمد بالزهد، فبسطت له حصيرًا ومَخَدَّة، فنظر إلى الحصير والمخدة، فقال: ما هذا؟ قلت: لتجلس عليه فقال: ارفعه، الزهد لا يحسن إلَّا بالزهد فرفعته، وجلس على التراب.

وقال أَبو عمير عيسى بن محمد بن عيسى- وذكر عنده أَحمد ابن حنبل- فقال: رحمه الله، عن الدنَيا ما كان أَصبره، وبالماضين ما كان أشبهه، وبالصالحين ما كان ألحقه، عرضت له الدُّنيا فأباها " والبدع فنفاها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015