علم الأولين من كل صنف، يقول ما يرى، ويمسك ما يشاء.

وقال أَبو زُرعة الرازي: حَزَرنا حفظ أَحمد بن حنبل بالمذاكَرة على سبعمائة أَلف حديث. وفي لفظ آخر قال أَبو زرعة الرازي: كان أَحمد يحفظ أَلف أَلف. فقيل له: وما يدريك؟ قال: ذاكرته، فأخذت عليه الأَبواب.

وأَما الخصلة الثانية، وهي قوله: " إِمام في الفقه " فالصدق فيه لائح، والحق فيه واضح، إِذ كان أَصل الفقه: كتاب الله وسنة رسوله وأَقوال صحابته، وبعد هذه الثلاثة: القياس. ثم قد سُلّم له الثلاث، فالقياس تابع، وإنما لم يكن للمتقدمين من أَئمة السنة والدِّين تصنيف في الفقه، ولايرون وضع الكتب ولا الكلام، إِنما كانوا يحفظون السنن والآثار ويجمعون الأخبار ويفتون بها فمن نقل عنهم العلم والفقه كان رواية يتلقاها عنهم ودراية يتفهمها منهم ومن دقق النظر وحقق الفكر شاهد جميع ما ذكرته.

وأَما نقلة الفقه عن إمامنا أَحمد فهم أَعيان البلدان، وأَئمة الأَزمان، منهم: ابناه صالح وعبد الله، وابن عمه حنبل، وإسحاق بن منصور الكوسَج المروزي، وأَبو داود السجستاني، وأَبو إِسحاق إبراهيم الحربي، وأَبو بكر الأَثرم، وأَبو بكر المروزي، وعبد الملك الميموني، ومُهنا الشامي، وحرب الكرماني، وأَبو زرعة وأَبو حاتم الرازيان، وأَبو زرعة الدمشقي، ومثنى بن جامع الأنباري، وأبو طالب المشكاني، والحسن بن ثواب، وابن مشيش، وابن بدينا الموصلي، وأَحمد ابن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015