بالبصرة عندنا؟ فقالوا: على بن المديني، وابن الشاذكوني، وغيرهما. فقال: من تعدون بالكوفة؟ قلنا: ابن أَبي شيبة، وابن نُمير، وغيرهما، فقال أَبو عاصم- وتنفس-: ها، ها، ما أَحد من هؤلاء إِلاَّ وقد جاءنا ورأيناه، فما رأيت في القوم مثل ذلك الفتى أَحمد بن حنبل.
وقال أَبو عبيد القاسم بن سَلاَّم: انتهى العلم إلى أَربعة. أَحمد ابن حنبل، وعلي بن المديني، ويحيى بن معين، وأَبي بكر بن أَبي شيبة. وكان أَحمد بن حنبل أَفقههم فيه.
ودخلَ الشافعي يومًا على أَحمد بن حنبل، فقال: يا أَبا عبد الله؟ كنت اليوم مع أهل العراق في مسألة كذا، فلو كان معي حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فدفع إِليه أَحمد ثلاثة أَحاديث. فقال له: جزاك الله خيرًا.
وقال الشافعي لِإمامنا أَحمد يوما: أَنتم أَعلم بالحديث والرجال، فإِذا كان الحديث الصحيح فأَعلموني، إِن شاء يكون كوفيًا، أو شاء شاميا حتى أذهب إليه إذا كان صحيحا.
وهذا من دين الشافعي حيث سلم هذا العلم لأَهله.
وقال عبد الوهاب الوراق: ما رأيت مثل أَحمد بن حنبل. قالوا له: وإيش الذي بان لك من علمه وفضله على سائر من رأيت؟ قال: رجل سئل عن ستين أَلف مسألة، فأَجاب فيها بأَن قال: " أخبرنا " و " حدَّثنا ".
وقال إبراهيم الحربي- وقد ذكر أحمد-: كأَن الله قد جمع له