قلت: كان الأمر يكون كذلك لو انفرد أبو داود الأعمى بهذا المعنى ولكنه يكاد يكون متواترا عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لوروده عنه من طريق جماعة منهم أم كلثوم بنت عقبة وابن عباس والنواس بن سمعان وأبو الطفيل وأسماء بنت يزيد وأبو أيوب الأنصارى وأنس بن مالك وأبو أمامة وشداد بن أوس وثوبان مولى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.
وحديث أم كلثوم بنت عقبة في الصحيحين (?) والمسند [6/ 404] وغيرها مرفوعا: "ليس بكذاب من أصلح بين اثنين فقال خيرا أو نمى خيرا"، وهكذا معنى الأحاديث الباقية فيها الإرشاد والأمر بالإصلاح أو الإشارة إليه بالترغيب فيه ولو مع الكذب.
وقد أوردت أكثر الأحاديث المذكورة بأسانيدها في المستخرج على مسند الشهاب، ومما لم أذكره فيه حديث أبي أيوب الذي أخرجه الرامهرمزى وهو من عواليه قال:
حدثنا أحمد بن حماد بن سفيان ثنا عبد اللَّه بن حفص البراد ثنا يحيى بن ميمون ثنا أبو الأشهب عن الحسن عن أبي أيوب قال: قال لى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يا أبا أيوب ألا أدلك على عمل يرضاه اللَّه عز وجل؟ أصلح بين الناس إذا تفاسدوا وحبب بينهم إذا تباغضوا"، يحيى بن ميمون ضعيف.
لكن رواه الطبرانى من وجه آخر عن أبي أيوب وفيه راو متروك أيضًا.
ورواه البزار من حديث أنس بن مالك أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال ذلك لأبي أيوب، وفيه عبد الرحمن بن عبد اللَّه العمرى وهو متروك.
ورواه الطبرانى (?) من حديث أبي أمامة أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال ذلك لأبي أيوب أيضًا