هذا، فروى أحمد والبزار من حديث ابن مسعود موقوفا: "أشد الناس عذابا يوم القيامة من قتل نبيا أو قتله نبي وإمام جائر"، قال زين الحفاظ العراقى في شرح الترمذى: إسناده صحيح، فلو آثر المؤلف هذه الرواية كان أولى.

قلت: في هذا جملة أوهام، الأول: أن محمد بن جحادة ثقة مجمع عليه من رجال الصحيحين وكان عابدا ناسكا بارا تقيا لم تحم تهمة الضعف حوله أصلًا، ولم يتكلم فيه أحد بكلمة، والذهبى إنما أورده لما قيل فيه من التشيع، وهو لا يترك شيعيا إلا أورده في الضعفاء, فذكر مثل هذا في السند وتعليل الحديث به من جهل الشارح بالصناعة الحديثية.

الثاني: أن الهيثمى لم يقل في عطية العوفى: إنه متروك، ولا يتصور أن يقول ذلك إذ لم يقل فيه أحد أنه متروك، بل قال: رواه أبو يعلى والطبرانى في الكبير والأوسط وفيه عطية وهو ضعيف اهـ.

لأن عطية ضعفه خفيف، بل يحسن له بعض الحفاظ وأكثر ما عيب عليه التدليس.

الثالث: قوله: ورد بسند صحيح بأتم من هذا موقوفا إن لم يكن قوله موقوفا تحريفا من الكاتب وإلا فهو وهم عجيب، فإن أحمد لا يخرج الموقف وكذلك البزار والمصنف لا يذكره أيضًا، ولكن الغالب على الظن أنه تحريف من النساخ واللَّه أعلم.

والحديث رواه أبو نعيم [10/ 114] عن الطبرانى:

ثنا محمد بن عبدوس بن كامل ثنا سريج بن يونس ثنا أبو حفص الأبار عن محمد بن جحادة عن عطية عن أبي سعيد به.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015